¤ نص الاستشارة:
أنا فتاة أعيش مع أمي وأختي وأخي الوحيد الذي يبلغ من العمر سبع عشرة سنة، ترك الدراسة السنة الماضية بسبب قرناء السوء، وفي هذه السنة أقنعناه بضرورة الدراسة، ولكنه يشترط أن يكون في مدرسة أهلية بعيدة عنا وبها كثير من زملائه السيئين، الذين تعلم منهم كثيرا من السلوكيات الضارة والتي من أهمها عدم المبالاة بالصلاة، نحن ظروفنا صعبة فوالدي متوفى ولكننا نخاف على ولدنا الوحيد، فهل من المناسب أن ننصاع لرغبته أم نعمل على إجباره ليلتحق بمدرسة حكومية...تخفيفا للتكاليف وإبعادا له عن مواطن السوء...؟
* الــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أسأل الله العلي القدير أن يبارك فيكم وأن يهدي أخاكم.. إنه سميع مجيب...من غير الخفي ما يعانيه الشباب في هذا العصر من هجمة شرسة من جنود إبليس في مشارق الأرض ومغاربها، وفي مقدمة كل ذلك الإعلام الهابط الذي لم يترك بيتا إلا دخله بطريقة أو بأخرى فأفسد على الناس حياتهم.
مرحبا بك أيتها الأخت الكريمة وزادك حرصا على الخير وأعاننا وإياك على فعل كل حسن إنه ولي ذل والقادر عليه، ننصحكم ببعض الأمور منها:
=أولا: الدعاء له بالتوفيق والهداية، وعليكم أن تعلموا أنه يمر بمرحلة المراهقة فيجب الصبر عليه وتفهم وضعيته التي لن تطول كثيرا وسيكون من أهل الخير بإذن الله.
=ثانيا: أدعو لعدم إرتباطه بالمدارس الأهلية وإقناعه بالإلتحاق بالمدارس الحكومية لسببين:
1) عدم توفر المصاريف والمادة، وقد تكون التكاليف باهضة وأنتم بحاجه لها.
2) أنه قد يتأثر بالصحبة السيئة أكثر، وكذلك قد يتمادى في مطالبه لاسيما أنه في فترة المراهقة والشباب.
ويمكن إقناعه بالدراسة بالخطوات التالية:
1= الجلوس معه جلسة مصارحة بكل هدوء وعدم توتر بأن يكون على قدر كبير من المسئولية وهذا لا يأتي إلا بإتمام الدراسة، ولتتول تك المهمة والدته فإن الأم أثرها عظيم على أبنائها.
2= أن تذكر له نماذج وقدواة ممن عاشوا حياتهم بالكفاح فنالوا بغيتهم وممن واصلوا الدراسة والعلم فحققوا مجداً في حياتهم مع وجود المصاعب، والعكس ممن فشل في الحياة وأصبح على قارعة الطريق.
3= إسناد بعض المهام الكبيرة والمسئوليات العظيمة له لتعزيز ثقته بنفسه وأنه المسؤول في البيت وعليه أن يتصرف كالرجال.
4= ربطه بصحبة طيبة مؤثرة، فالصحبة لها أعمق الأثر على الشباب في تكوينهم الفكري والعاطفي.
5= تشجيعه على الإنجاز كأن يقال له إذا إجتزت هذه السنة تعطى سيارة مثلاً أو جهاز كمبيوتر أو غير ذلك من المحفزات.
6= الإهتمام به والسؤال عنه ومتابعته وتوجيهه دون تعنيف وتوتر، بل بحكمة وموعظة حسنة.
7= تحريصه في جانب العبادة أكثر.. الصلاة.. والمسارعة إليها، لأن الطاعة تنير بصيرة الإنسان وتجعله على هدى ورشاد.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.